ما هي عاصمة مملكة حضرموت القديمة؟
ازدهرت مملكة حضرموت على أرض اليمن لقرون طويلة، تاركة وراءها إرثاً حضارياً غنياً يشهد على عظمة شعبها وإبداعه. وشأنها شأن أي مملكة عريقة، اتخذت حضرموت عاصمة لها لتكون مركزاً للحكم والتجارة والثقافة.
ولكن، هل تساءلت يوماً ما هي عاصمة مملكة حضرموت القديمة؟ أين كانت تقع؟ وما هي معالمها البارزة؟
شبوة: عاصمة حضرموت الضاربة في القدم
عاصمة مملكة حضرموت القديمة هي مدينة “شبوة”، وقد اتخذت مدينة شبوة لقب عاصمة مملكة حضرموت لفترة طويلة من تاريخها. تقع شبوة في مديرية عرماء بين وادي عطف ووادي معشار، وتُعدّ من أقدم المدن في اليمن، حيث يعود تاريخها إلى الألف الثاني قبل الميلاد.
تميزت شبوة بموقعها الاستراتيجي على طريق التجارة البري الذي ربط بلاد الشام بجنوب الجزيرة العربية، مما جعلها مركزاً تجارياً هاماً. كما اشتهرت المدينة بخصوبة أراضيها التي ساهمت في ازدهار الزراعة.
ومن أبرز معالم شبوة القديمة:
- سد مأرب: يعتبر من أعظم السدود في العالم القديم، وقد بناه الحضارمة لريّ أراضيهم الزراعية.
- قصر بلقيس: قصر ضخم بناه الحضارمة وكان بمثابة رمز لقوتهم وازدهارهم.
- معبد الشمس: معبد ديني قديم يعكس المعتقدات الدينية للحضارمة.
- سور المدينة: سور ضخم كان يحيط بالمدينة لحمايتها من الغزاة.
شبام: جوهرة حضرموت وآخر عاصمة لها
بعد تعرض شبوة للعديد من الغارات والتدمير، اتخذت مملكة حضرموت من مدينة شبام عاصمة لها في حوالي عام 300 ميلادي.
تقع شبام في وادي حضرموت، وتتميز ببيوتها الطينية الشاهقة التي تُعرف باسم ناطحات السحاب الطينية.
لُقبت شبام بـ “مانهاتن الصحراء” لجمالها المعماري الفريد، وقد تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1982.
اقرأ أيضاً: عواصم الخلافة الإسلامية بالترتيب الزمني
الأسئلة الشائعة حول عاصمة مملكة حضرموت القديمة
حكمت شبوة مملكة حضرموت لعدة قرون، بدءً من القرن الرابع قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي.
تعرضت شبوة للعديد من الغارات والتدمير، مما دفع الحضارمة إلى نقل عاصمتهم إلى مدينة شبام الأكثر أماناً.
كان سد مأرب من أهم مشاريع البنية التحتية في مملكة حضرموت، حيث ساهم في ريّ الأراضي الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي للمملكة.
تشتهر شبام ببيوتها الطينية الشاهقة التي تُعرف باسم ناطحات السحاب الطينية. تتميز هذه البيوت بتصميمها الفريد وقدرتها على مقاومة العوامل الطبيعية.
تم إدراج مدينة شبام ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1982.
خاتمة
تُعدّ مملكة حضرموت من أعرق الممالك العربية القديمة، وقد تركت وراءها إرثاً حضارياً غنياً تجسد في عاصمتيها شبوة وشبام. فهاتان المدينتان تُشهدان على عبقرية الحضارمة وقدرتهم على الإبداع والابتكار، تاركين بصمة خالدة في تاريخ الجزيرة العربية.